ولذكر الله أكبر
ان العلاقة بين العبد وبين ربه ليست محصورة في ساعة مناجاة في الصباح، أو في المساء فحسب، ثم ينطلق المرء بعدها، في أرجاء الدنيا غافلا لاهيا، يفعل ما يريد دون قيد ولا محكم؛ كلا هذا تدين مغشوش، العلاقة الحقة، أن يذكر المرء ربه حيثما كان، وأن يكون هذا الذكر مقيدا مسالكه بالأوامر والنواهي، ومبشراً الإنسان بضعفه البشري، ومعينا له على اللجوء إلى خالقه في كل ما يعتريه.لقد حث الدين الحنيف، على أن يتصل المسلم بربه، ليحيا ضميره، وتزكوا نفسه، ويطهر قلبه، ويستمد منه العون والتوفيق؛ ولأجل هذا، جاء في محكم التنزيل والسنة النبوية المطهرة، ما يدعوا إلى الإكثار من ذكر الله -عز وجل- على كل حال؛ فقال -عز وجل-: (يا أيها الذين ءامنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً وسبحوه بكرة وأصيلاً) [سورة الأحزاب:41 - 42].وقال سبحانه: (والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا ًعظيماً) [سورة الأحزاب:35] وقال جل شأنه: (واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون) [سورة الأنفال:45]. وقال تعالى: (فاذكروني أذكركم) [سورة البقرة:152]. وقال سبحانه: (ولذكر الله أكبر) [سورة العنكبوت:45].وقال: ((كلمتان حبيبتان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم)) متفق عليه.وقال: ((ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إعطاء الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: وذلك ما هو يا رسول الله، قال:. ذكر الله -عز وجل-)) رواه أحمد.وقال: ((من قال: سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة)) رواه الترمذي وحسنه الحاكم وصححه.عباد الله:ذكر الله تعالى منزلة من منازل هذه الدار، يتزود منها الأتقياء، ويتجرون فيها، وإليها دائما يترددون، الذكر قوت القلوب الذي متى فارقها صارت الأجساد لها قبوراً، وعمارة الديار التي إذا تعطلت عنه صارت دورا بورا، وهو السلاح الذي يقاتل به قطاع الطريق، والماء الذي يطفأ به لهب الحريق.
http://vb.mediu.edu.my/showthread.php?t=26479
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق