الأحد، 30 يونيو 2013

القضاء والحكم والفرق بينهما

القضاء والحكم والفرق بينهما

وفرق بين الحكم والقضاء وجعل المضاء للحكم والعدل للقضاء، فإن حكمه سبحانه يتناول حكمه الديني الشرعي وحكمه الكوني القدري، والنوعان نافذان في العبد، ماضيان فيه، وهو مقهور تحت الحكمين قد مضيا فيه ونفذا فيه‏.‏ شاء أم أبى، لكن الحكم الكوني لا يمكنه مخالفته، وأما الديني الشرعي فقد يخالفه‏.‏
ولما كان القضاء هو الإتمام والإكمال، وذلك إنما يكون بعد مضيه ونفوذه، قال‏:‏ ‏ «عدل فيَّ قضاؤك‏» ‏ أي الحكم الذي أكملته وأتممته ونفذته في عبدك عدل منك فيه، وأما الحكم فهو ما يحكم به سبحانه وقد يشاء تنفيذه وقد لا ينفذه، فإن كان حكماً دينيًّا فهو ماض في العبد، وإن كان كونيًّا‏:‏ فإن نفذه سبحانه مضى فيه، وإن لم ينفذه اندفع عنه، فهو سبحانه يقضي ما يقضي به، وغيره قد يقضي بقضاء ويقدر أمراً ولا يستطيع تنفيذه، وهو سبحانه يقضي ويمضي، فله القضاء والإمضاء‏.‏
وقوله‏:‏ ‏ « ‏عدل فيَّ قضاؤك » يتضمن جميع أقضيته في عبده من كل الوجوه‏:‏ من صحة وسقم، وغنى وفقر، ولذة وألم، وحياة وموت، وعقوبة وتجاوز وغير ذلك‏.‏
قال تعالى‏:‏ ‏ «‏وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم» ‏‏‏الآية‏:‏ 30 من سورة الشورى‏‏، وقال‏:‏ ‏ «‏وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم فإن الإنسان كفور» ‏‏‏الآية‏:‏ 48 من سورة الشورى‏‏، فكل ما يقضي على العبد فهو عدل فيه‏.‏
«‏فإن قيل‏» :‏ فالمعصية عندكم بقضائه وقدره، فما وجه العدل في قضائها‏؟‏ فإن العدل في العقوبة عليها غير ظاهر‏.‏
قيل‏:‏ هذا سؤال له شأن ومن أجله زعمت طائفة أن العدل هو المقدور والظلم ممتنع لذاته، قالوا‏:‏ لأن الظلم هو المتصرف في ملك الغير والله له كل شيء، فلا يكون تصرفه في خلقه إلا عدلاً‏.‏
وقالت طائفة‏:‏ بل العدل أنه لا يعاقب على ما قضاه وقدره، فلما حسن منه العقوبة على الذنب علم أنه ليس بقضائه وقدره فيكون العدل هو جزاؤه على الذنب بالعقوبة والذم إما في الدنيا وإما في الآخرة‏.‏
وصعب على هؤلاء الجمع بين العدل وبين القدر، فزعموا أن من أثبت القدر لم يمكنه أن يقول بالعدل‏.‏ ومن قال بالعدل لم يمكنه أن يقول بالقدر، كما صعب عليهم الجمع بين التوحيد وإثبات الصفات، فزعموا أنه لا يمكنهم إثبات التوحيد إلا بإنكار الصفات، فصار توحيدهم تعطيلاً وعدلهم تكذيباً بالقدر‏.‏
وأما أهل السنة فهم مثبتون للأمرين، والظلم عندهم هو وضع الشيء في غير موضعه كتعذيب المطيع ومن لا ذنب له، وهذا قد نزه الله نفسه عنه في غير موضع من كتابه، وهو سبحانه وإن أضل من شاء وقضى بالمعصية وألغى على من شاء فذلك محض العدل فيه لأنه وضع الإضلال والخذلان في موضعه اللائق به، كيف ومن أسمائه الحسنى ‏ «‏العدل » الذي كل أفعاله وأحكامه سداد وصواب وحق، وهو سبحانه قد أوضح السبل، وأرسل الرسل، وأنزل الكتب، وأزاح العلل، ومكن من أسباب الهداية والطاعة بالأسماع والأبصار والعقول، وهذا عدله‏.‏ ووفق من شاء بمزيد عناية وأراد من نفسه أن يعينه ويوفقه فهذا فضله، وخذل من ليس بأهل لتوفيقه وفضله وخلى بينه وبين نفسه، ولم يرد سبحانه من نفسه أن يوفقه، فقطع عنه فضله ولم يحرمه عدله، وهذا نوعان:‏
«أحدهما‏:» ‏ ما يكون جزاء منه للعبد على إعراضه عنه، وإيثار عدوه في الطاعة والموافقة عليه وتناسي ذكره وشكره فهو أهل أن يخذله ويتخلى عنه‏.‏
«ثانيهما‏:» ‏ ألا يشاء له ذلك ابتداء لما يعلم منه أنه لا يعرف قدر نعمة الهداية، ولا يشكره عليه، ولا يثني عليه بها ولا يحبها فلا يشاؤها له لعدم صلاحيته محله‏.‏
قال تعالى‏:‏ ‏ «‏وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين» ‏‏‏الآية‏:‏ 53 من سورة الأنعام‏‏، وقال‏:‏ ‏ «‏ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم» ‏‏‏الآية‏:‏ 23 من سورة الأنفال‏‏، فإذا قضى على هذه النفوس بالضلال والمعصية كان في محض العدل، كما إذا قضى على الحية بأن تقتل وعلى العقرب وعلى الكلب العقور كان ذلك عدلاً فيه، وإن كان مخلوقاً على هذه الصفة‏.‏
وقد استوفينا الكلام في هذا في كتابنا الكبير في القضاء والقدر‏.‏
والمقصود‏:‏ أن قوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏ « ماض في حكمك عدل في قضاؤك‏ » ‏ رد على الطائفتين‏:‏ القدرية الذين ينكرون عموم أقضية الله في عباده ويخرجون أفعال العباد عن كونها بقضائه وقدره، ويردون القضاء إلى الأمر والنهي، وعلى الجبرية الذين يقولون كل مقدور عدل فلا يبقى لقوله‏:‏ ‏ «‏عدل في قضاؤك‏» ‏ فائدة، فإن العدل عندهم كل ما يمكن فعله والظلم هو المحال لذاته، فكأنه قال‏:‏ ماض ونافذ فيَّ قضاؤك، وهذا هو‏.‏
وقوله‏:‏ ‏ « ‏أسألك بكل اسم ‏.‏‏.‏‏.» ‏ إلى آخره، توسل إليه بأسمائه كلها ما علم العبد منها وما لم يعلم، وهذه أحب الوسائل إليه، فإنها وسيلة بصفاته وأفعاله التي هي مدلول أسمائه‏.‏
وقوله‏:‏ ‏ «‏أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري‏» ‏ الربيع‏:‏ المطر الذي يحيي الأرض‏.‏ شبه القرآن به لحياة القلوب به، وكذلك شبهه الله بالمطر وجمع بين الماء الذي تحصل به الحياة والنور الذي تحصل به الإضاءة والإشراق، كما جمع بينهما سبحانه في قوله‏:‏ ‏ «‏أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبداً رابياً ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية‏.‏‏.‏‏.‏» ‏‏‏‏الآية:‏ 17 من سورة الرعد‏، في قوله‏:‏ ‏ «‏مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم» ‏‏‏الآية‏:‏ 17 من سورة البقرة‏‏، ثم قال‏:‏ ‏ «‏أو كصيب من السماء» ‏الآية‏:‏ 19 من سورة البقرة‏‏، وفي قوله‏:‏ ‏ «‏الله نور السموات الأرض مثل نوره‏.‏‏.‏‏.‏» ‏ الآيات الآية‏:‏ 35 من سورة النور‏، ثم قال‏:‏ ‏ «‏ألم تر أن الله يزجي سحاباً ثم يؤلف بينه» ‏ الآيات ‏‏الآية‏:‏ 43 من سورة النور.
فتضمن الدعاء أن يحيي قلبه بربيع القرآن وأن ينور به صدره فتجتمع له الحياة والنور‏.‏
وقال تعالى‏:‏ ‏ «‏أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها» ‏‏‏الآية‏:‏ 122 من سورة الأنعام.
ولما كان الصدر أوسع من القلب كان النور الحاصل له يسري منه إلى القلب؛ لأنه قد حصل لما هو أوسع منه، ولما كانت حياة البدن والجوارح كلها بحياة القلب تسري الحياة منه إلى الصدر ثم إلى الجوارح سأل الحياة له بالربيع الذي هو مادتها، ولما كان الحزن والهم والغم يضاد حياة القلب واستنارته سأل أن يكون ذهابها بالقرآن فإنها أحرى ألا تعود‏.‏ وأما إذا ذهبت بغير القرآن من صحة أو دنيا أو جاه أو زوجة أو ولد فإنها تعود بذهاب ذلك‏.‏ والمكروه الوارد على القلب إن كان من أمر ماض أحدث الحزن، وإن كان من مستقبل أحدث الهم، وإن كان من أمر حاضر أحدث الغم، والله أعلم‏.‏


الفوائد_الإمام شمس الدين أبي عبد الله بن قيم الجوزية
 
http://vb.mediu.edu.my/showthread.php?t=32287

مناجاة

يا عباد الله انصروا الله ينصركم، ويثبت أقدامكم، فإن وعد الله حق، يا معشر المسلمين اصبروا، فإن الصبر منجاة من الكفر، ومرضاة للرب، ومضحدة للعار، فلا تبرحوا مصافكم، ولا تخطوا إليهم خطوة، ولا تبدأوهم بقتال، والزموا الصمت إلا من ذكر الله


http://vb.mediu.edu.my/showthread.php?t=32358

الحياء وغض البصر

الحيـــــــاء و غـــض البــــصر
وجهان لعمله واحده تسمى الايمان فلنتداول تلك العمله حتى نكن من الاغنياء فالغنى ليس بالمال !!!!

http://vb.mediu.edu.my/showthread.php?t=32359

إختيار الجليس

هناك من إذا جلست معه زاد إيمانك وعَلت همتك . و هناك من إذا جلست معه ضعف إيمانك وزادت غفلتك . فأختر من تُجالس


http://vb.mediu.edu.my/showthread.php?t=32360

دعاء

 
http://vb.mediu.edu.my/showthread.php?t=32449

ماأجمل القرآن وأعظمه

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله عز وجل يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفت بهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده
http://vb.mediu.edu.my/showthread.php?t=32515

وقالوا...

 
http://vb.mediu.edu.my/showthread.php?t=32530

التواصل

التواصل :
Click image for larger version. 

Name: 1.jpg 
Views: 10 
Size: 14.2 KB 
ID: 4984
 
http://vb.mediu.edu.my/showthread.php?t=32642

عقدة الوهم

عقدة الوهم :




Click image for larger version. 

Name: 2a.jpg 
Views: 11 
Size: 12.7 KB 
ID: 4986Click image for larger version. 

Name: 2b.jpg 
Views: 13 
Size: 22.6 KB 
ID: 4987


http://vb.mediu.edu.my/showthread.php?t=32643Click image for larger version. 

Name: 2a.jpg 
Views: 11 
Size: 12.7 KB 
ID: 4986

مواهب الناس

مواهب الناس :

Click image for larger version. 

Name: 3.jpg 
Views: 14 
Size: 26.2 KB 
ID: 4988
http://vb.mediu.edu.my/showthread.php?t=32645

الديناميت

الديناميت :

Click image for larger version. 

Name: 4.jpg 
Views: 12 
Size: 20.7 KB 
ID: 4989
 
http://vb.mediu.edu.my/showthread.php?t=32648

الذكر الجميل

الذكر الجميل :

Click image for larger version. 

Name: 5.jpg 
Views: 12 
Size: 41.9 KB 
ID: 4990
 
http://vb.mediu.edu.my/showthread.php?t=32649

متقوليش كدا تاني

متقوليش كدا تاني -











Reply With Quote 
http://vb.mediu.edu.my/showthread.php?t=32733

تفاضل اهل الايمان


بسم الله الرحمن الرحيم


إن إيمان الخلق درجات
1/ إيمان الملائكة ثابت لا يزيد ولا ينقص فهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون وهم درجات
2/ إيمان الأنبياء والرسل عليهم السلام يزيد ولا ينقص لكمال معرفتهم بالله وهم درجات
3/ إيمان سائر المسلمين يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وهم درجات:
وأول درجات الإيمان تجعل المسلم يؤدي العبادة لله عز وجل ويتلذذ بها ويحافظ عليها ,,
ولحسن المعاملة مع من فوقه او مثله من الناس يحتاج إلى إيمان أقوى يحجزه عن الظلم لنفسه ولغيره ,,
ولحسن المعاشرة لمن دونه من الخلق كالحاكم مع رعيته والرجل مع أهله يحتاج إلى إيمان أقوى يحجزه عن الظلم لمن دونه ,,
وكلما زاد الإيمان زاد اليقين وزاد العمل الصالح وصار العبد يؤدي حق الله وحقوق عباده , فهو حُسن الخلق مع الخالق ومع المخلوق , فهذا بأعلى المنازل في الدنيا والآخرة .
• وكل عبد سائر لا واقف فإما إلى فوق او إلى أسفل وإما إلى الأمام او الى الخلف وليس في الطبيعة ولا في الشريعة الوقوف البته , فكل عبد ما هو الا مراحل تطوى أسرع طي إلى الجنة او الى النار فمسرع ومبطئ ومتقدم ومتأخر , فمن لم يتقدم الى الجنة بالإيمان والأعمال الصالحة فهو متأخر الى النار بالكفر والأعمال السيئة. قال تعالى ( نذيرا للبشر* لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر )
• * إن تفاوت الإيمان بحسب ما في القلب من العلم بالله وأسمائه وصفاته وأفعاله وما شرعه لعباده وخشية الله وتقواه وتفاوت نور (لا اله إلا الله ) في قلوب أهلها لا يحصيه إلا الله.

• * واعرف الخلق بالله أشدهم حبا له , ولهذا كانت الرسل أعظم الناس حبا لله وتعظيما له ومحبة الله لذاته وإحسانه وجماله وجلاله أصل العبادة, وكلما قويت المحبة كانت الطاعة اتم , والتعظيم أوفر , والسرور والأنس بالله أكمل .

وصلي اللهم على نبينا محمد
من كتاب مختصر الفقه الإسلامي للشيخ محمد إبراهيم التو يجري
ودمتم بحفظ الرحمن
 
http://vb.mediu.edu.my/showthread.php?t=32760

لو انكم تتوكلون...

عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما

يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً

http://vb.mediu.edu.my/showthread.php?t=32800

المنفقون

( مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )

Reply With Quotehttp://vb.mediu.edu.my/showthread.php?t=32803

سبحان الله



{ مرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ . بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لّا يَبْغِيَانِ. فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}








Reply With Quotehttp://vb.mediu.edu.my/showthread.php?t=32807

الا بذكر الله تطمئن القلوب

Reply With Quotehttp://vb.mediu.edu.my/showthread.php?t=32851

كيف تفتح لك ابواب الجنة الثمانية كل يوم




الدعاء بعد الانتهاء من الوضوء....

الدعاء بعد الوضوء


عنْ عُمَر بْنِ الخَطَّابِ رضي اللَّه عَنْهُ عنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَالَ : « ما مِنْكُمْ مِنْ أَحدٍ يتوضَّأُ فَيُبْلِغُ


أَو فَيُسْبِغُ الوُضُوءَ ثُمَّ قَالَ : أَشْهدُ أَنْ لا إِله إِلاَّ اللَّه وحْدَه لا شَريكَ لهُ،



الدعاء بعد الانتهاء من الوضوء....

الدعاء بعد الوضوء


عنْ عُمَر بْنِ الخَطَّابِ رضي اللَّه عَنْهُ عنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَالَ : « ما مِنْكُمْ مِنْ أَحدٍ يتوضَّأُ فَيُبْلِغُ


أَو فَيُسْبِغُ الوُضُوءَ ثُمَّ قَالَ : أَشْهدُ أَنْ لا إِله إِلاَّ اللَّه وحْدَه لا شَريكَ لهُ،


وأَشْهدُ أَنَّ مُحمَّدًا عبْدُهُ وَرسُولُه ، إِلاَّ فُتِحَت لَهُ أَبْوابُ الجنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّها شاءَ » رواه مسلم



وزاد الترمذي : « اللَّهُمَّ اجْعلْني من التَّوَّابِينَ واجْعلْني مِنَ المُتَطَهِّرِينَ »

وأَشْهدُ أَنَّ مُحمَّدًا عبْدُهُ وَرسُولُه ، إِلاَّ فُتِحَت لَهُ أَبْوابُ الجنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّها شاءَ » رواه مسلم



وزاد الترمذي : « اللَّهُمَّ اجْعلْني من التَّوَّابِينَ واجْعلْني مِنَ المُتَطَهِّرِينَ
http://vb.mediu.edu.my/showthread.php?t=32877

عليك بكثرة السجود

Reply With Quotehttp://vb.mediu.edu.my/showthread.php?t=32870

عجائب الصلاة على الرسول

عجائب الصلاة على الرسول

ماذا يحدث لو صليت وسلمت على حبيبنا وقدوتنا ومعلمنا وقائدنا وشفيعنا محمد صلى الله عليه وسلم؟


1) يرد الحبيب عليك السلام

2) تتنزل عليك عشر رحمات من ربك

3) تنال شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم في يوم الحسرة والذهول

4) يشرق نور من قلبك يضيئ له وجهك

5) يجعلك تتذكر الحبيب صلى الله عليه وسلم وسيرته، فتمشي على خطاه في كل لحظة

6) تشعر بلذة وسكينة عجيبة في القلب وسعادة مصدرها علوي لو علمها الآخرين لقاتلونا عليها ولحركوا ألسنتهم بالصلاة على الحبيب.

7) تجمع عليك تركيزك وحفظك وفهمك وتقديرك للأمور

8) تعتلي وجهك هيبة ووقار



إن الصلاة على رسول الله شمس لا تغيب حاشا يضام من استجار بها وحاشا أن يخيب

فإذا دعوت الله في أمر عصي أو عصيب فابدأ دعاءك واختتمه بالصلاة على الحبيب


فماذا تنتظر؟
عشر صلوات فوريات رصيد لك في الميزان
 
http://vb.mediu.edu.my/showthread.php?t=29393

نعم ( أَحَبَّه ) .




إنَّ اللَّهَ إذا ابْتَلَى عَبْدَاً فَقَدْ .... ( أَحَبَّـهْ )

نعم ( أَحَبَّه ) . . . فالإبْتِلاءُ نوعان :

إبتِلاءٌ لـِ ( رَدْعْ ) .... وابْتِلاءٌ لـِ ( رَفْعْ )
...
فإِذَا كانَ العبدُ عاصِيَاً لاهِيَاً في دُنياه غَافلاً عن ربِّه ،
فقد إِبْتلاهُ لِـ | رَدْعِه | عن الذُّنوب والمعاصي وتذكيره بِرَبِّه تعالى !

وإذا كان العبدُ الْمُبتلى مؤمنَاً طَائِعَاً لِرَبِّه ،
... فقد إِبتلاهُ لتَنْقيتِهِ من الذُّنوب و | رَفْعِ | مَنزِلتِه !

فكِلا الإِبتِلاءان مِن ( حُـبِّ ) اللَّهِ تعالى لعَبدِه وَرحمتِه بِه ولُطفِه
ولو إطَّلعنَا على الغيبِ لاخترنا ما اختارهُ أرحمُ الرّاحمينَ لنا ..
( لو علمتم كيف يدبر الرب أموركم , لذابت قلوبكم من محبته )

لـ إبن القيم رحمه الله




http://vb.mediu.edu.my/showthread.php?t=33688

فضائل رسول الله صلى الله عليه وسلم

فضائل رسول الله صلى الله عليه وسلم

فلنهنئ أنفسنا بفضل الله وكرم الله وعطاء الله ونعم الله وخيرات الله التي حفَّنا بها وأكرمنا ببركة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كانت الأشجار كلها أقلاماً والبحار والمحيطات كلها مداداً وكتبوا من بدء البدء إلى نهاية النهايات ما وفُّوا بذرة من فضل الله الذي غمر به حبيبه ومصطفاه صلى الله عليه وسلم وهذا الكلام ليس كلامي أنا بل كلام ربِّ العزَّة في قوله {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا} ولم يقل (وإن تعدوا نعم الله) لو قال: (نِعَمَ الله) كان يعني بذلك التي حولنا والنعم التي فينا والنعم التي لنا السماء والأرض والبصر والسمع والمأكولات والمشروبات والطيور والحشرات والشمس والقمر والنجوم والهواء والضياء والخلاء والملأ والنعم التي ليس لها نهاية

لكن ربَّنا قال لنا: إنَّها نعمةٌ واحدة {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا} ونعمة الله هنا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم من الذي قال ذلك؟ الذي قال ذلك ربُّ العزَّة والقرآن يفسر بعضه بعضاً فقد قال لنا فيه { وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ} ما هذه النعمة؟ {إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً} ما النعمة التي ألَّف بها الله بين القلوب؟ إنَّه الحبيب المحبوب فالنعمة التي عقدت الأخوة بين النفوس رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أحيا الله به النفوس بعد ضلالة وعلَّمنا به بعد جهالة وجمعنا به بعد فرقة وأعزَّنا به بعد ذلَّة وجعلنا به الله خير أمة أخرجت للناس إذاً النعمة برسول الله لا نقدر عَدَّها لا نقدر عدَّها بمعني لا نقدر أن نَعِدَّ مآثرها ولا فضائلها ولا خصائصها ولا مزاياها التي أكرمنا بها الله في الدنيا والآخرة فلا يوجد أحدٌ في السابقين واللاحقين يقدر أن يعدها - مجرد عدٍّ - وليس يشرحها

فَإِنَّ فَضْلَ رَسُولِ اللهِ لَيْسَ لَهُ حَدٌّ فَيُعْرِبُ عَنْهُ نَاطِقٌ بِفَــمِ

من الذي يستطيع أن يُفصح أو يبيِّن أو يوضح أو حتي يعدّ؟ {وَإِن تَعُدُّواْ} وإن تعدوا خصائص أو فضائل أو جمالات أو كمالات أو منح أو مِنَن أو عطاء الله لرسول الله لن تحصوها أي: لا تستطيعوا حتي كتابتها في كشف - فضلاً عن أن تشرحوها أو تعرفوها أو توفُّوها ففضل الله علينا برسول الله عظيم وعبَّر عن هذه الحقيقة الإمام الشافعي رضي الله عنه وقال في قول مجمل غير مفصَّل (أصبحنا – كلُّنا الأولين والآخرين حتي النبيين والمرسلين حتي الملائكة المقربين حتي أهل عليين - أصبحنا وما بنا من نعمة ظاهرة أو باطنة في دين أو دنيا إلا ورسول الله صلى الله عليه وسلم سَبَبُهَا وهو الذي أوصلها إلينا)

فلنحاول أن نعرف بعض قطرة من بحار الجمالات المحمدية أو بعض ذَرَّةٍ من كنوز الفضائل النبوية وكلُّ واحد فينا سيقول على قدره لأن الله عزَّ وجلَّ أثني - على قدره - على حبيبه ومصطفاه صلى الله عليه وسلم فعندما ننظر إلى آية واحدة من كلام الله {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} هذه الآية لما نزلت على حبيب الله ومصطفاه صلى الله عليه وسلم اجتمع أصحابه في مسجده الشريف فرحين ومسرورين وأخذوا يشكرون الله ويثنون على الله على هذا الفضل الذي خصَّ به سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم والخطباء يبيِّنون ويشرحون والشعراء يقولون ويفصحون وكان من جملة قول إمام الشعراء في زمانه سيدنا حسان بن ثابت رضي الله عنه قوله:

سَمِعْنَا فِي الضُّحَي وَلَسَوْفَ يُعْطِي فَسَرَّ قُلُوبَنَا ذَاكَ العَطَـاءُ
وَكَيْفَ يَا رَسُــولَ اللهِ تَرْضَي وَفِينَا مَنْ يُعَذَّبُ أَوْ يُسَاءُ؟


فهذا من جملة العطاء عندما قال له ربُّه{وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} بعد أن قال له في الآية الأخرى {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} ففي هذه الآية يوضح لنا أنه عزَّ وجلَّ أعطاه ما يريد وفي الآية الأولي {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ} هذا في المستقبل في الدنيا ويوم الدين سيعطيك ما تريد الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه قالوا له: ما حدود العطاء الذي في هذه الآية؟ قال (لن يرضي صلى الله عليه وسلم وواحد من أمته في النار) هذا العطاء لو فصَّلنا بعضه سنعرف ونعلم علم اليقين أننا أمة مكرمة وأمة مرحومة وأمة مخصوصة بالنبي صلى الله عليه وسلم وسنكرر بصوت عال: يا بختنا بالنَّبِيِّ ويا هنانا بالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

إذا كان الأنبياء مع علوِّ مكانتهم عند الله ومع رفعة منزلتهم التي خصَّهم بها الله يريدون بعض عطاء الله الذي أعطاه لحبيبه ومصطفاه فسيدنا رسول الله لقد وُلِدَ ليلة اثنتا عشر من شهر ربيع الأول وكان هذا ميلاد الجسم لكنه له ميلادٌ آخر للحقيقة والنُّور والرُّوح الكلية وهذا كان قبل القبل ويقول فيه صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح (إنِّي عند الله لخاتم النبيين وإن آدم لمنجدل في طينته)[1] أي: لم يكن آدم شيئاً مذكوراً أنا عند الله خاتم النبيين وآدم لم يَنْفُخْ فيه الله الرُّوح وقال في الحديث الآخر ليبيَّن رتبته(كُنْتُ أول النبيين في الخلق وآخرهم في البعث)[2]

إذاً عندما يقول رجل مسلم: يا أول خلق الله فهذا كلام صحيح وهذا دليله من السنَّة فإذا أراد دليلاً قرآنيًّا نقول له في قول الله {قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} مَنْ أول العابدين بنص كلام ربنا عزَّ وجلَّ ؟ فأول مخلوق خلقه الله هو نور حبيبه ومصطفاه فقد خلقه من نور جماله وبهاه أما الكيفية فتلك أمورٌ نُورانية تحتاج إلى شفافية وإن الإنسان لكي يتأهل لذلك لابد له من دورة روحانية في علوم المكاشفة - وليس في علوم الدراسة - كي يصل لهذا المقام لكن القرآن وضَّح الحقيقة لكل إنسان {قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} أي أنا أول مَنْ عَبَدَ الله فلم لم أَرَ له ولداً ولا زوجة

وهو أول شاهدٍ ومشهود صلى الله عليه وسلم فَخَلَقَ الله أول ما خلق وأول ما ذَرَأ وأول ما بَرَأ نُورَ حبيبه ومصطفاه وخلق من نوره نور الأنبياء والمرسلين وأرواحهم وذواتهم النورانية وحقائقهم الربانية وهذا قبل وجودهم في عالم الأجساد الطينية - لأن هذه في الدنيا لكن الحقائق الأولي كانت في عالم الظهور وعالم النور وعالم الإشراقات وعالم التجليات وهو عَاَلَمٌ خاصٌ بأهل الاجتباء والاصطفاء من الرسل والأنبياء عليهم وعلى نبيِّنا أفضل الصلاة وأتم السلام وبعدما خلق الله أرواحهم وذواتهم النورانية جَمَعَهُمْ وأخذ عليهم العهد والميثاق وسجَّله في قرآنه الكريم وفي نوره القديم وقال لنا فيه - لنعرف قَدْرَ حضرة النبي {وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ - ولم يقل ميثاق المرسلين لأنهم كانوا لم يرسلوا بعد وإنما كانوا أرواحاً نورانية - لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ} هو الذي يصدِّق عليكم ويعتمد قراراتكم

قد قال فيه {وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} في القراءة الثانية قال (وَخَاتِمَ النَّبِيِّينَ ) فهو الختم الذي يختم للنبيين وقد وضَّح ذلك إمام الأنبياء والمرسلين فقال (يأتي يوم القيامة الأنبياء النَّبِيُّ ومعه الرهط – يعنى العدد الكبير - والنَّبِيُّ ومعه الجماعة والنَّبِيُّ ومعه الواحد) {فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ } {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ - وهو رسولهم - وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيداً} فهو شهيدٌ على الكل هنا لمحة بسيطة لنُبَيِّنَ فضل الله علينا بحضرة النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وببركة حضرة النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم النازلة علينا فربُّنا قال للأنبياء {ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ} هو رسول الأنبياء وقد قال لهم: {لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ} إذاً لابد أن يؤمنوا برسول الله فكل الأنبياء مؤمنين بسيد الأنبياء فهو نَبِيُّ جميع النبيين ورسول جميع المرسلين ورسول الخلق أجمعين من بدء البدء إلى يوم الدين {لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ} يف ينصرونه؟ أن يبينوا صفاته ويوضحوا علاماته لأمَمِهم ويقولوا لهم إذا حضرتم زمن بعثته فلابد أن تتبعوه ولابد أن تؤمنوا به ولذلك فكلُّ نَبِيٍّ كان يُوصي أمته بأنه ليس نبيَّ الختام وإنما جاء بالنيابة عن رسول الملك العلام لجميع الأنام صلى الله عليه وسلم وقد قال في ذلك أحد الحكماء :

الرُّسُـلُ مِنْ قَبْلِ الحَبِيبِ مُحَمَّدٍ نُوَّابُهُ وَهُوَ الحَبِيبُ الهَـادِي
مُوسَي وَعِيسَي وَالخَلِيلُ وَغَيْرُهُمْ يَرْجُـونَ مِنْهُ نَظْـرَةً بِوِدَادِ
رَغِبُوا يَكُـونُوا أُمَّــةً لمُحَمَّدٍ وَبِحُبِّـهِ فاَزُوا بِكُلِّ مُـرَادِ
وَبِمُحْكَمِ القُرَآنِ عَاهَدَهُـمْ لَهُ أَنْ يُؤمِنُوا بِسِـرَاجِهِ الوَقَّاد


فأخذ عليهم الله العهد أن يؤمنوا به وينصروه فقد سأل أحد التابعين سيدنا عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة والإنجيل؟ فقال (وصفه الله في التوراة بما وصفه به في القرآن فكما قال في القرآن {وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} قال في صفته في التوراة والنجيل - وهي قريبة من صفته في القرآن {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً} أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا صخَّابٍ في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح ولن يقبضه الله حتي يقيم به الملَّة العوجاء بأن يقولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله ويفتح الله به أعيناً عميا ويسمع به آذاناً صماً وقلوباً غلفا)[3]

فكانوا مأمورين أن يبلِّغوا هذه الرسالة ويبينوا أوصافه والذين معه{مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ - هذه أوصافهم الموجودة في التوراة - وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ}ما جاء في بقية الآية فحتي أوصاف أصحابه كان الأنبياء السابقون يبيِّنوها بأدق بيان لماذا؟ لأن هذا عقد الله وميثاق الله {لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي - وافقتم على هذا العقد –  قَالُواْ أَقْرَرْنَا - فكلنا موافقون – قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ}

ماذا يشهدون؟ كَشَفَ لهم عن جمال رسول الله وعن طلعته وبهاه ليعرفوه بنعوته وصفاته وجمالاته فيصفونه لأُمَمِهِم كما رأوه وشاهدوه صلى الله عليه وسلم ثم قالوا: يارب أخذت علينا البيعة وكنا ما نزال أرواحاً نورانية ونطمع أن نجدِّدها مع سيد الأولين والآخرين في حياته الدنيوية فنؤمن به ونبايعه بعد بعثته ورسالته ولذلك جمعهم الله أجمعين في بيت المقدس مائة وأربعة وعشرين ألف نَبِيٍّ كانوا موجودين واصطفوا سبعة صفوف وجاء سيدنا جبريل وأخذه صلى الله عليه وسلم من يده وقال له: تقدَّم صلِّ بهم فأنت الإمام لهم فهو الإمام لهم في الدنيا والاخرة وفي ذلك يقول أحد الصالحين :

صُفُّوا وَرَاءَكَ إِذْ أَنْتَ الإِمَامُ لَهُمْ قَدْ بَايَعُوكَ عَلَى صِدْقِ المُتَابَعَةِ
أَبُوهُمُو أَنْتَ يَا سِرَّ الوُجُـودِ وَلا فَخْرٌ وَسِـرُّ همو قَبْلَ المُعَاهَدَةِ


فصلُّوا كلُّهم وراءه صلى الله عليه وسلم وعقدوا له اجتماعاً عظيماً كلَّه حفاوة وتكريم وكلُّ نبيٍّ ذكر في خطبةٍ عصماء بعض ما تفضل به عليه الله وفي الختام قدَّموا سيدنا محمد رسول الله فقال (الحمد لله الذي شرح صدري ويسر أمري وجعلني فاتحاً خاتماً وجعل أمتي خير أمة أخرجت للناس) وذكر بعض مناقبه ومناقب أمته فسيدنا إبراهيم وقف وقال (بهذا فضلكم مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم ) فلا يشك أحد منا أن الرسل كلَّهم من أتباعه وكلُّهم مؤمنون به وهو رسول المرسلين ونَبِيُّ النبيين

[1] أخرجه أحمد (4/128، 17203) وابن سعد (1/149) والطبراني (18/253، 631) والحاكم (2/656) 4175) وقال: صحيح الإسناد عن العرباض بن سارية عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال (إني عند الله مكتوب خاتم النبيين وإن آدم لمنجدل في طينته وسأخبركم بأول أمري: دعوة إبراهيم وبشارة عيسى ورؤيا أمي التي رأت حين وضعتني وقد خرج لها نورٌ أضاءت لها منه قصور الشام) وصححه الألباني في شرح السنة -مشكاة المصابيح(3 /251 5759) وقد روي معناه من حديث أبي أمامةَ الباهلي ومن وجوهٍ أخرَ مرسلة[2] أبو نُعيم في الدلائل وابن أبي حاتم في تفسيره وابن لال ومن طريقه الديلمي كلهم من حديث سعيد بن بشير عن قتادة عن الحسن عن أبي هريرة به مرفوعاً [3]رواه البخاري في صحيحه عن عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ (فتح رقم 2125
http://vb.mediu.edu.my/showthread.php?t=33766

سر ووجدك ضالا فهدى

سر ووجدك ضالا فهدى

قال تعالى {وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى} قيل: ضالاً عن النُّبوة فهداك إليها وقيل: وجدك بين أهل الضَّلال فعصمك من ذلك وهداك للإيمان وإلي إرشادهم وقيل: ضالاً عن شريعتك - أي لا تعرفها - فهداك إليها والضلال هاهنا التحير ولهذا كان صلى الله عليه وسلم يخلو بغار حراء طلباً لما يتوجه به إلى ربِّه ويتشرع به حتي هداه الله إلى الإسلام وقيل: لا تعرف الحقَّ فهداك إليه وهذا مثل قوله تعالى { وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ} وعن جعفر بن محمد (ووجدك ضالا عن محبته في الأزل – أي: لا تعرفها - فَمَنَنْتُ عليك بمعرفتي)

وقرأ الحسن بن على (ووجدك ضال فهدي) أي اهتدي بك وهي قراءة شاذة وقال ابن عطاء (ووجدك ضالاً، أي: محبًّا لمعرفتي) والضَّالُّ: المُحِبُّ كما قال {إِنَّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ الْقَدِيمِ} أي: محبتك القديمة لم يريدوا هاهنا في الدين إذ لو قالوا ذلك في نَبِيِّ الله لكفروا ومثل هذا قوله {إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ} أي: محبَّة بيِّنة وقالوا: ووجدك متحيِّراً في بيان ما أنزل إليك فهداك لبيانه لقوله تعالى {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ} وقيل: ووجدك لم يعرفك أحدٌ بالنِّبُوَّة حتي أظهرك فهدي بك السعداء

ومن ذلك قوله تعالى {مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ} والصحيح أن معناه: ما كنت تدري قبل الوحي أن تقرأ القرآن ولا كيف تدعو الخلق إلى الإيمان وقال بعضهم{وَلَا الْإِيمَانُ} الذي هو الفرائض والأحكام فكان قبل مؤمناً بتوحيده ثم نزلت الفرائض التي لم يكن يدريها قبل فزاد بالتكليف إيماناً وهو أحسن وجوهه ومن ذلك قوله تعالي: {وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ} وقال الأزهري: معناه الناسين كما قال تعالى {أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا} فاعلم أنه ليس بمعني قوله {وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ} بل حكي أبو عبد الله الهروي أن معناه: لمن الغافلين عن قصة يوسف إذ لم تعلمها إلا بِوَحْيِّنَا
 
http://vb.mediu.edu.my/showthread.php?t=33768

الدُّعَاءَ لاَ يُرَدُّ بَينَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ

الدُّعَاءَ لاَ يُرَدُّ بَينَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ

الله الرحمن الرحيم

212- حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بنُ غَيْلاَنَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَعَبدُ الرَّزَّاقِ وَأَبُو أَحْمَدَ وَأَبُو نُعَيْمٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا سُفيَانُ عَن زَيدِ العَمِّيِّ عَن أَبي إِيَاسٍ مُعَاوِيَةَ بن قُرَّةَ عَن أَنَسِ بن مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
- "الدُّعَاءُ لاَ يُرَدُّ بَينَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ".
قَالَ أَبُو عِيسَى: حَدِيثُ أَنَسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
سنن الترمذي رقم
http://vb.mediu.edu.my/showthread.php?t=33769

وصفة السعادة المجانية

أشعر بالقلق.. أشعر بالاكتئاب.. أشعر بأنني أقل قيمة من الآخرين.. أشعر بالضيق والملل.. أشعر بأن الآخرين يحتقرونني ويكرهونني.. أشعر أنني فاشل في كسب اهتمام الآخرين.. أشعر.. أشعر.. أشعر..
مهلاً!! لا تياس.. ولا تبتئس.. ولا تحزن.. إليك الدواء.. هاك وصفة سهلة مجانية لتشعر بالسعادة.. خذ نفسًا عميقًا من أنفك وفرّغه في الهواء من فمك!! أغمض عينيك.. أطلق زفرة قوية.. هل أنت مستعد لتقرأ؟.. افتح عينيك.. واقرأ ثم طبق:

ابتسم مجرد أن تمط شفتيك من اليمين إلى اليسار.. هل هذا صعب؟.. بهذه الابتسامة تأسر القلوب وتكسب المحبة وتقتل خصومك، فارسم ابتسامة على شفتيك وسترى النتيجة المدهشة لك ولغيرك.

اعتزَّ بهذا الدين.. لا تتهاون بأحكامه وفرائضه؛ وسترى السعادة تطرق باب قلبك قائلة لك: {فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى}... (الليل : 5-7).

نعم كل الأمور بلا استثناء ستيسر لك في الدراسة، والعمل، ومع الأهل والأصدقاء، فقط "اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن".

خمس مرات فقط تلتقي فيها مع الله في المسجد هل هذا صعب عليك؟.. تقرأ بضع آيات ترطِّب بها فمك.. هل هذا كثير عليك؟.. تسبح الله وتحمده أو تشكره وتذكره.. هل هذا ثقيل على لسانك؟.. آه لو تعلم كمية الحسنات الكثيرة التي في انتظارك لو صنعت ذلك لما توقفت لحظة واحدة عن ذكر الله، كلما اقتربت من رب الناس أرضى عنك الناس وأرضاك وأسعدك في دنياك وأخراك.. فقط اقترب منه خطوة وسيهرع نحوك خطوات وامش نحوه شبرًا فسيهرول إليك ذراعًا.. فقط اقترب ولا تصدق من يسد عليك باب الرحمة ويقطع عليك الطريق إلى الجنة، فقط اقترب { كَلاَّ لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ}... (العلق : 19). والله يرعاك.

ثق بنفسك بشدة: نعم! اقبل هدية الله كما هي ولا تعترض على نفسك، على شكلك، على صورتك، على صوتك، على حالتك المادية، على أبويك.
اقبل نفسك كما أنت وقل لكل مشكّك ومرجف ومثبط ومزعزع لك في نفسك "رأيك فيَّ لا يدل عليَّ" لا تجعل الآخرين يحكمون عليك حكمًا أبديًّا بلا استئناف، اعترف بالأخطاء، واعتذر بكل صدق عنها، وأتقن فن "أنا آسف".
أصدق في مشاعرك تجاه الآخرين: عاملهم كما تحب أن يعاملوك، انظر إليهم كبشر، لا تحتقر أحدًا ولا تصغّر من شأن أحد، بل عش ليكن شعارك "عندما نعيش لأنفسنا تصبح الحياة قصيرة جدًّا، وعندما نعيش لأنفسنا وللآخرين تمتد حياتنا لما بعد أعمارنا".. لا تنتظر أن يحبك الناس وأنت لم تصنع شيئًا يترجم حبك، بل قم بخطوات إيجابية – بدون تمثيل – وترجم حبك للناس وبلا شروط.
ابتسم في وجوههم بلا استثناء، حاورهم بلطف، أدخل السرور على قلوبهم، زر مريضهم، ساعد فقيرهم، امسح على رأس يتيمهم، اسأل عن أحوالهم فردًا فردًا، وزِّع الهدايا لهم ولأطفالهم: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ}... (آل عمران : 159).
بالرحمة والعطف تأسر الآخرين ، أحسن إلى الناس تأسر قلوبهم، فطالما استأسر الناس إحسانٌ، وخذ هذه الهدية القيمة "التواضع" ألاَّ تلقي مسلمًا إلا وتظن أنه خيرٌ منك. يا سلام لو حفظتها ثم طبقتها.
كن متعدد المواهب.. لتشغل نفسك بمهارات متعددة حتى لا يستعمرك القلق والفراغ والضياع، تعلَّم وتعلَّم وتعلَّم وتدرب، فإنما "العلم بالتعلم .. ومن يتصبر يصبره الله".. الخط، الرسم، التمثيل، الإنشاد، برمجة الحاسوب، اللغات الحية، الشعر، الكتابة، الصحافة، السباحة، التنس، التايكوندو، الكونغ فو، المراسلة، الدعوة، الإلقاء والخطاب... {قد علم كُلُّ أُناسٍ مشربَهم}... (البقرة : 60).

وكلما كنت متعدد المواهب كنت شخصية مغناطيسية جذابة ناجحة.. فتعلم وتدرب فإن الشخص المتعدد المواهب والقدرات محبوبٌ ومقبول من الناس جميعًا وهو مهيأ لخدمة الآخرين ومساعدتهم وكسب رضاهم.. صدقني لن تشعر بالفراغ والملل طيلة حياتك قط
http://vb.mediu.edu.my/showthread.php?t=33779

حاجة الإنسان إلى الدين

الدين – بوجه عام – ضرورة عقلية، وضرورة نفسية، وضرورة روحية، وضرورة اجتماعية، وضرورة سياسية، وضرورة أخلاقية وضرورة عسكرية، والدين لا يمكن لأحد أن يستغني عنه؛ إنه ضرورة للفرد وللجماعة، للإنسان وللحيوان وللنبات وللجماد، إنه ضرورة عالمية وكونية!!!.
1- أما كون الدين ضرورة عقلية ففي تساؤلات العقل التي لا تنتهي عن عالم الغيب والشهادة، وعن هذا الكون، ناهيك عن الأسئلة التي يسألها عن نفسه ومصيره، والإنسان عاجز أن يجيب عن أسئلته التي تدور في رأسه، وتلاحق تفكيره، والدين – وحده – هو الذي يعطي الإجابات الشافية، التي ترضي العقل، ولا تصطدم مع العلم
كتب بارتيلمي سانت هيلير:
هذا اللغز العظيم الذي يستحث عقولنا:
ما العالم؟ ما الإنسان؟ من أين جاء؟ من صنعهما؟
من يدبرهما؟ ما هدفهما؟ كيف بدءا؟ كيف ينتهيان؟
ما الحياة؟ ما الموت؟
ما القانون الذي يجب أن يقود عقولنا في أثناء عبورنا في هذه الدنيا؟
أي مستقبل ينتظرنا بعد هذه الحياة العابرة؟ وما علاقتنا بهذا الخلود؟

هذه الأسئلة لا توجد أمة ولا شعب ولا مجتمع؛ إلا وضع لها حلولا جيدة أو رديئة، مقبولة أو سخيفة، ثابتة أو متحولة..
ويقول شاشاوان: مهما يكن تقدمنا العجيب في العصر الحاضر... علميا، وصناعيا، واقتصاديا، واجتماعيا، ومهما يكن اندفاعنا في هذه الحركة العظيمة للحياة العملية، وللجهاد والتنافس في سبيل معيشتنا ومعيشة ذوينا؛ فإن عقلنا في أوقات السكون والهدوء (عظاما كنا أو متواضعين، خيارا كنا أو أشرارا) يعود إلى التأمل في هذه المسائل الأزلية:
لم؟ وكيف كان وجودنا؟ ووجود هذا العالم؟ وإلى التفكير في العلل الأولى أو الثانية، وفي حقوقنا وواجباتنا..
لم تستطع جميع اكتشافات الغرب أن تجيب على أسئلة الإنسان، أو أن تكفكف دمعة واحدة ولا خلق ابتسامة واحدة بل أوصلت الإنسان إلى درجة اليأس والإحباط والحيرة والشك!!!
فالعلم- وحده- لا يقدر على أن يفهم سر الحياة وغاية الوجود؟
وهذه الحيرة الغربية أصابت شاعر المهجر اللبناني إيليا أبا ماضي (1889-1957م) والذي عاش في أمريكا سنوات طويلة، فترجم هذا الضياع وتلك الحيرة في قصيدته المشهورة «الطلاسم» حيث قال في بعض أبياتها:
جئت لا أعلم من أين - ولكني أتيت
ولقد أبصرت قدامي طريقاً فمشيت
وسأبقى سائراً إِن شئتُ هذا أم أبيت
كيف جئت؟ كيف أبصرتُ طريقي؟
لستُ أدري
أجديد أم قديم أنا في هذا الوجود؟
هل أنا حرُّ طليقٌ، أم أسير في قيود؟
هل أنا قائد نفسي في حياتي أم مقود؟
أتمنى أنني أدري، ولكن...
لستُ أدري _
وطريقي، ما طريقي؟ أطويل أم قصير؟
هل أنا أصعد. أم أهبط فيه وأغور؟
أأنا السائر في الدرب، أم الدرب يسير؟
أم كلانا واقف، والدهر يجري؟
لستُ أدري
أتُراني قبلما أصبحتُ إِنساناً سوياً
كنت محواً ومحالاً، أم تراني كنتُ شيئاً؟
ألهذا اللغز حلّ، أم سيبقى أبدياً؟
لستُ أدري.. ولماذا لستُ أدري؟؟
لستُ أدري
قد دخلت الدير استنطق فيه الناسكينا
فإذا القوم من الحيرة مثلي باهتونا
غلب اليأس عليهم فهم مستسلمونا
وإذا بالباب مكتوب عليه:………………لست أدري
أو راء القبر بعد الموت بعث ونشور؟
فحياة فخلود أم فناء فدثور؟
آكلام الناس صدق أم كلام الناس زور؟
أصحيح أن بعض الناس يدري؟……………لست أدري
إنني جئت وأمضي، وأنا لا أعلم
أنا لغز، وذهابي كمجيئي طلسم
والذي أوجد هذا اللغز لغز مبهم
لا تجادل... ذو الحجى من قال إني:…………لست أدري

ولا يختلف الإنسان المعاصر عن ترديد ذلك القول الذي عبر عنه هذا الشاعر الكبير عن مأساة الإنسان المعاصر
http://vb.mediu.edu.my/showthread.php?t=33780

التفكك الأسري وسبل الوقاية والعلاج

لقد انتشرت ظاهرة التفكك الأسري بالمجتمعات العربية والإسلامية واستفحلت إلى درجة خطيرة مما ترتب عليها نتائج وانعكاسات سلبية وخيمة على الأسر (الازواج والأولاد) والمجتمع من جميع النواحي الاجتماعية والأمنية والنفسية.. وهذا ما يتطلب من جميع مكونات المجتمع التدخل وتضافر الجهود والتعاون من أجل إنقاذ الأسر من كل أشكال التصدع والتفكك والضياع وحفظ المجتمع من عدم الاستقرار والأمن والعنف والعدوان..
وإن سبل وأساليب وقاية أسرنا وعلاجها من مثل هذه الامراض والاشكاليات المستعصية كثيرة ومتعددة يمكن أن نورد بعض أهمها في السطور التالية:
- ضرورة تمسك الأسر بالقيم والتعاليم الإسلامية المستمدة من الكتاب والسنة مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا ، كتاب الله وسنتي).
لقد بين الإسلام وأكد حق كل فرد من أفراد الأسرة خاصة الوالدين حيث جعل برهما مقترناً بالأمر بتوحيده و عبادته ، قال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}... (الإسراء : 23) وقال أيضا: {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ}... (لقمان : 14)، و أوجب التلطف بهما والصبر على أذاهما و أن كانا مشركين ، فقال سبحانه {وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا}... (لقمان : 15).
كما عظم الإسلام حق الأبناء وأوصى بضرورة رعايتهم وحفظهم خاصة البنات، فالبنت في الإسلام لم تعد عارا يجب التخلص منه بل أصبحت وسيلة إلى الجنة وسترا من النار.
ففي الحديث الشريف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن واطعمهن وسقاهن وكساهن من جدته كن له حجابا من النار يوم القيامة).
- وجوب قيام العلاقة الزوجية على التفاهم والحوار والاحترام المتبادل والتعاون من أجل بناء أسرة متينة وقوية:
وقد ركز ديننا الإسلامي الحنيف على أهمية التفاهم واحترام الآراء بين الزوجين لبناء أسرة قوية وسعيدة تقوم بدورها الايجابي البناء في المجتمع.

وقد جعل الله من صفات العلاقة بين الزوجين المودة والرحمة وذلك بقوله عز وجل في القرآن الكريم: {وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً}... (الروم : 21) لذا فإن مبدأ الحوار الإيجابي البناء هو مبدأ عظيم وضرورة مهمة لبناء أسرة صالحة وقوية.
- وجوب طاعة الزوجة لزوجها من أجل الحفاظ على تماسك الأسرة والفوز برضوان الله:
كما جاء في الحديث النبوي الشريف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المرأة إذا صلت خمسها وصامت شهرها وأحصنت فرجها وأطاعت بعلها (أي زوجها) فلتدخل من أي أبواب الجنة شاءت".

- ضرورة قيام الأم بواجب تربية الأبناء وتنشئتهم تنشئة دينية صحيحة:
وتوجيههم ونصحهم تفاديا لكل أشكال التفكك والتصدع والنزاع بين الأبناء والفشل الدراسي والانحراف الأخلاقي والعقدي والسلوكي..

- وسائل الإعلام:
وجوب قيام وسائل الإعلام المختلفة المسموعة والمرئية والمقروءة ثم المساجد ودور القرآن والمدارس بالإضافة إلى الجمعيات والنوادي الثقافية والتربوية والدعوية بالتوعية بأهمية الأسرة في المجتمع ودورها العظيم وتماسكها والحفاظ عليها من التفكك والضياع ثم القيام بتقوية الوازع الديني والإيماني والتربية والتثقيف.

هذا بالإضافة إلى التحذير من مخاطر الغزو الثقافي والإعلامي للحضارة الغربية التي تتميز أسرها بالتفكك والتشتت وغياب الروابط الدينية والأخلاقية والتربوية فيما بين أفرادها.
 
http://vb.mediu.edu.my/showthread.php?t=33781

التفكك الأسري وسبل الوقاية والعلاج

لقد انتشرت ظاهرة التفكك الأسري بالمجتمعات العربية والإسلامية واستفحلت إلى درجة خطيرة مما ترتب عليها نتائج وانعكاسات سلبية وخيمة على الأسر (الازواج والأولاد) والمجتمع من جميع النواحي الاجتماعية والأمنية والنفسية.. وهذا ما يتطلب من جميع مكونات المجتمع التدخل وتضافر الجهود والتعاون من أجل إنقاذ الأسر من كل أشكال التصدع والتفكك والضياع وحفظ المجتمع من عدم الاستقرار والأمن والعنف والعدوان..
وإن سبل وأساليب وقاية أسرنا وعلاجها من مثل هذه الامراض والاشكاليات المستعصية كثيرة ومتعددة يمكن أن نورد بعض أهمها في السطور التالية:
- ضرورة تمسك الأسر بالقيم والتعاليم الإسلامية المستمدة من الكتاب والسنة مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا ، كتاب الله وسنتي).
لقد بين الإسلام وأكد حق كل فرد من أفراد الأسرة خاصة الوالدين حيث جعل برهما مقترناً بالأمر بتوحيده و عبادته ، قال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}... (الإسراء : 23) وقال أيضا: {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ}... (لقمان : 14)، و أوجب التلطف بهما والصبر على أذاهما و أن كانا مشركين ، فقال سبحانه {وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا}... (لقمان : 15).
كما عظم الإسلام حق الأبناء وأوصى بضرورة رعايتهم وحفظهم خاصة البنات، فالبنت في الإسلام لم تعد عارا يجب التخلص منه بل أصبحت وسيلة إلى الجنة وسترا من النار.
ففي الحديث الشريف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن واطعمهن وسقاهن وكساهن من جدته كن له حجابا من النار يوم القيامة).
- وجوب قيام العلاقة الزوجية على التفاهم والحوار والاحترام المتبادل والتعاون من أجل بناء أسرة متينة وقوية:
وقد ركز ديننا الإسلامي الحنيف على أهمية التفاهم واحترام الآراء بين الزوجين لبناء أسرة قوية وسعيدة تقوم بدورها الايجابي البناء في المجتمع.

وقد جعل الله من صفات العلاقة بين الزوجين المودة والرحمة وذلك بقوله عز وجل في القرآن الكريم: {وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً}... (الروم : 21) لذا فإن مبدأ الحوار الإيجابي البناء هو مبدأ عظيم وضرورة مهمة لبناء أسرة صالحة وقوية.
- وجوب طاعة الزوجة لزوجها من أجل الحفاظ على تماسك الأسرة والفوز برضوان الله:
كما جاء في الحديث النبوي الشريف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المرأة إذا صلت خمسها وصامت شهرها وأحصنت فرجها وأطاعت بعلها (أي زوجها) فلتدخل من أي أبواب الجنة شاءت".

- ضرورة قيام الأم بواجب تربية الأبناء وتنشئتهم تنشئة دينية صحيحة:
وتوجيههم ونصحهم تفاديا لكل أشكال التفكك والتصدع والنزاع بين الأبناء والفشل الدراسي والانحراف الأخلاقي والعقدي والسلوكي..

- وسائل الإعلام:
وجوب قيام وسائل الإعلام المختلفة المسموعة والمرئية والمقروءة ثم المساجد ودور القرآن والمدارس بالإضافة إلى الجمعيات والنوادي الثقافية والتربوية والدعوية بالتوعية بأهمية الأسرة في المجتمع ودورها العظيم وتماسكها والحفاظ عليها من التفكك والضياع ثم القيام بتقوية الوازع الديني والإيماني والتربية والتثقيف.

هذا بالإضافة إلى التحذير من مخاطر الغزو الثقافي والإعلامي للحضارة الغربية التي تتميز أسرها بالتفكك والتشتت وغياب الروابط الدينية والأخلاقية والتربوية فيما بين أفرادها.
 
http://vb.mediu.edu.my/showthread.php?t=33781

أسباب الهموم والأحزان

ما دام الإنسان يعيش في هذه الدنيا فلا بد أن تصيبه الهموم والأكدار والأحزان، فتلك طبيعة الحياة الدنيا:

طبعت على كدر وأنت تريدها صفوا من الأقذاء والأكدار
ومكلف الأيام غير طباعها متطلب في الماء جذوة نار

ولهذا لما سئل بعضهم: متى يجد العبد طعم الراحة؟ قال: عند أول قدم في الجنة.

أما قبل ذلك فيتقلب المرء في أحوال مختلفة، قال الله تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}... (البلد : 4).

ولا شك أن القلوب تتفاوت في الهموم بحسب ما فيها من الإيمان أو الفسوق والعصيان، فهي على قلبين:

قلب هو عرش الرحمن، ففيه النور والحياة والفرح والسرور والبهجة وذخائر الخير، وقلب هو عرش الشيطان، فهناك الضيق والظلمة والموت و
الحزن والغم والهم.

فمن الهموم هموم سامية ذات دلالات طيبة، كهموم العلماء في حل المعضلات، وهموم أمراء المسلمين بمشكلات رعاياهم، ألم تر أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يحمل هم تعثر الدابة بالعراق، أما عمر بن عبد العزيز فكان يقول: إني أعالج أمرا لا يعين عليه إلا الله، قد فني عليه الكبير، وكبر عليه الصغير، وفح عليه الأعجمي، وهاجر عليه الأعرابي، حتى حسبوه دينا لا يرون الحق غيره.

ولما بايعه الناس بالخلافة رجع وهو مغموم مهموم فلما سئل عن ذلك قال: ومالي لا أغتم وليس أحد من أهل المشارق والمغارب من هذه الأمة إلا وهو يطالبني بحقه أن أؤديه إليه...

وهناك غيرها من الهموم، فما هي أهم أسباب الهموم؟

لا شك أن هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى إصابة الإنسان بالهموم ولعلنا نجمل ذلك فيما يلي:

1) الهم بسبب الدَّين:
فالدَّين همٌ بالليل ومذلة بالنهار، وقد وقع ذلك لبعض الصالحين حين ركبهم الدَّين فأصابهم الهم، كما وقع ذلك للزبير بن العوام، فإنه دعا ولده عبد الله يوم الجمل وقال له: وإن من أكبر همي لديني، أفترى يُبقي دَيننا من مالنا شيئا؟ يا بني بع ما لنا فاقض ديني. ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ بالله من الدَّين، وكانت العرب تقول: لا همَّ إلا هم الدَّين.

وكيف لا يكون الدين هما على صاحبه وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن "نفس المؤمن معلقة بدينه". كما بين صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى يغفر للشهيد كل شيء إلا الدين، فكيف لا يهتم المسلم؟

2) الهم بسبب التفكير في المستقبل:
كهموم الأب بذريته من بعده خاصة إذا كانوا ضعفاء وليس لديه ما يخلفه لهم، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأزواجه: "إن أمركن مما يهمني بعدي، ولن يصبر عليكن إلا الصابرون".

3) الهم بسبب التهمة الباطلة:
فإن العبد إذا كان بريئا واتهم بالباطل فإن ذلك يسبب له الهم والحزن، وقد كانت امرأة تدخل على أم المؤمنين عائشة فإذا فرغت من حديثها قالت:
ويومُ الوِشاحِ من تعاجيب ربنا ألا إنه من بلدة الكفر أنجاني

فلما سألتها عائشة أخبرتها المرأة أنها اتهمت بسرقة وشاح لجارية من أهلها وهي بريئة فأخذوها فعذبوها ثم وجدوا الوشاح فقالت: هذا الذي اتهمتموني به وأنا منه بريئة. وحادثة الإفك خير دليل على ما يصيب البريء من الهم عند اتهامه بالباطل، فإن عائشة رضي الله عنها حين سمعت ما يتحدث به الناس بكت حتى أصبحت لا يرقأ لها دمع.. ثم بكت يومها ولا تكتحل بنوم حتى ظن أبواها أن البكاء فالق كبدها.

وانظر إلى مريم البتول وما أصابها من الغم والهم حين حملت بغير زوج حتى قالت: {يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا}... [مريم : 23].
ومن ذلك همُّ الصادق بتكذيبه، فحين يكون المرء صادقا ويتهمه الناس بالكذب يركبه الهم والضيق حتى يثبت للناس صدقة، كما وقع للصحابي زيد بن أرقم رضي الله عنه لما سمع بعض المنافقين يقول لأصحابه: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ويقصد بالأذل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه. فلما وصل الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بهذا المنافق فحلف أنه لم يقل، وجحد ما أخبر به زيد، وقال له عمه: ما أردت إلا أن مقتك رسول الله وكذبك والمسلمون، قال زيد: فوقع عليّ من الهم ما لم يقع على أحد، وفي رواية مسلم: فوقع في نفسي مما قالوه شدة حتى أنزل الله تصديقي.

وانظر إلى أنبياء الله ورسله وكيف كان يصيبهم الهم والضيق بتكذيب أقوامهم واتهامهم لهم بالتهم الباطلة كالكذب والسحر وغيرها، يقول الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ}... (الأنعام : 33).

وهذا نبي الله يوسف عليه السلام حين اتهمه إخوته باطلا بالسرقة اهتم لذلك وتضايق: {قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَاناً وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ}... (يوسف : 77).

4) همُّ الداعية عند دعوة قومه:
فالدعاة إلى الله أحرص الخلق على هداية الخلق ودلالتهم على ربهم تبارك وتعالى، وأوفر الناس حظا من ذلك سيد الدعاة والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي قال له ربه عز وجل: {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُوا مُؤْمِنِين}... (الشعراء : 3)، أي قاتل نفسك هما وغما بسبب إعراضهم عن الإيمان، وانظر إليه صلى الله عليه وسلم حين يقف على رأس عمه أبي طالب يدعوه إلى الله وهو مهموم باستجابته ونجاته من النار. ولم يكن ذلك مع الأقارب فقط بل كان مع قومه جميعا فقد ذهب إلى الطائف يدعو أهلها إلى الله لا يريد منهم دينارا ولا درهما فلم يجبه أحد قال صلى الله عليه وسلم: "فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل...".الحديث.

5) الهم بسبب مصائب الدنيا وابتلاءاتها:
وهذا لا يكاد يخلو منه إنسان.

نسأل الله أن يفرج عن المسلمين همومهم وغمومهم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه أجمعين
http://vb.mediu.edu.my/showthread.php?t=33782

خطورة الشائعات

إن الشرع الحنيف أراد أن يحيا المجتمع المسلم حياة الأمن والتعاطف والمودة والرحمة حتى كأنهم جسد واحد، كما اخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد. إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).

من أجل ذلك عمَّق الشرع في نفوس أتباعه أنهم إخوة "المسلم أخو المسلم". ومنع الشرع كل من تسول له نفسه من كل فعل أو قول يقوض هذه الأخوة الإيمانية أو يحدث شرخا في العلاقات الاجتماعية أو فجوة بين أبناء هذا المجتمع.

ومن أخطر الأمور فتكا بالمجتمعات وأشدها ضررا تلك الشائعات التي يطلقها ويروج لها وينشرها مَن لا دين عنده ولا عهد ولا ميثاق، هؤلاء الهمج الرعاع أتباع كل ناعق الذين لم يستضيئوا بنور العلم.
وإذا أردت أن تتعرف على الأثر المدمر لهذه الشائعات فيكفي أن تعرف أن الدول اليوم تهتم بهذه الشائعات اهتماما عظيما حتى أن بعض أجهزة المخابرات بها شعب متخصصة في الشائعات اختراعا ورصدا وتحليلا، فربما تسببت شائعة في تغيير نظام حكم أو إحداث توترات داخل بعض الدول.

وإذا رجعت إلى الوراء فلك أن تتساءل: هل كان مقتل أمير المؤمنين عثمان بن عفان ـ ذي النورين ـ رضي الله عنه إلا بناء على شائعات أطلقها بعض المغرضين وتلقفتها آذان وردتها ألسنة أناس لا يتدبرون ما يسمعون؟

وهل كان ما حدث بعد ذلك من فتن كبرى ومعارك بين المؤمنين إلا على أثر الشائعات؟

بل انظر إلى المؤمنين الأوائل من أصحاب النبي الذين فروا بدينهم مهاجرين إلى الحبشة تاركين الأهل والأوطان والأموال فعاشوا في ظل عدل ملكها النجاشي، فلما بلغهم أن أهل مكة قد أسلموا رجعوا إلى مكة ولم يكن نبأ إسلام أهل مكة إلا شائعة فلما تأكدوا من كذبها هاجر بعضهم مرة ثانية إلى الحبشة لكن آخرين لم يتمكنوا من الهجرة فسامهم أهل مكة العذاب، وهل كان كل ذلك إلا بناء على شائعة؟.

حادثة الإفك وأثر الشائعات

هذه الحادثة التي بنيت على شائعة رددها المنافقون وتلقفها نفر من المسلمين فأرقت بيت النبوة شهرا كاملا وادت الفتن تثور بين المسلمين بسببها.

ولندع أم المؤمنين المبرأة من فوق سبع سماوات الصديقة بنت الصديق تذكر لنا ما جرى كما رواه عنها الإمام البخاري رحمه الله فتقول رضي الله عنها: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج أقرع بين أزواجه، فأيتهن خرج سهمها خرج بها رسول الله صلى الله عليه وسلم معه. قالت عائشة : فأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج سهمي، فخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما نزل الحجاب فأنا أحمل في هودجي وأنزل فيه.
فسرنا حتى إذا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوته تلك وقفل ودنونا من المدينة قافلين آذن ليلة بالرحيل، فقمت حين آذنوا بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش، فلما قضيت شأني أقبلت إلى رحلي، فإذا عقد لي من جزع أظفار قد انقطع، فالتمست عقدي وحبسني ابتغاؤه، وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلون لي فاحتملوا هودجي، فرحلوه على بعيري الذي كنت ركبت وهم يحسبون أني فيه وكان النساء إذ ذاك خفافا لم يثقلهن اللحم إنما يأكلن العلقة من الطعام فلم يستنكر القوم خفة الهودج حين رفعوه، وكنت جارية حديثة السن، فبعثوا الجمل وساروا، فوجدت عقدي بعد ما استمر الجيش فجئت منازلهم وليس بها داع ولا مجيب فأممت منزلي الذي كنت به وظننت أنهم سيفقدوني فيرجعون إلي، فبينما أنا جالسة في منزل غلبتني عيني فنمت وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني من وراء الجيش فأدلج، فأصبح عند منزلي، فرأى سواد إنسان نائم، فأتاني فعرفني حين رآني، وكان يراني قبل الحجاب، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني، فخمرت وجهي بجلبابي، والله ما كلمني كلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه، حتى أناخ راحلته فوطئ على يديها فركبتها، فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش بعد ما نزلوا موغرين في نحر الظهيرة، فهلك من هلك، وكان الذي تولى الإفك عبد الله بن أبي بن سلول، فقدمنا المدينة، فاشتكيت حين قدمت شهرا، والناس يفيضون في قول أصحاب الإفك، ولا أشعر بشيء من ذلك، وهو يريني في وجعي أني لا أعرف من رسول الله صلى الله عليه وسلم اللطف الذي كنت أرى منه حين أشتكي، إنما يدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسلم ثم يقول: كيف تيكم، ثم ينصرف، فذاك الذي يريبني ولا أشعر بالشر، حتى خرجت بعد ما نقهت، فخرجت معي أم مسطح قبل المناصع، وهو متبرزنا (مكان قضاء الحاجة) وكنا لا نخرج إلا ليلا إلى ليل، وذلك قبل أن تتخذ الكنف قريبا من بيوتنا، وأمرنا أمر العرب الأول في التبرز قبل الغائط، فكنا نتأذى بالكنف أن نتخذها عند بيوتنا.

فانطلقت أنا وأم مسطح – وهي ابنة أبي رهم بن عبد مناف، وأمها بنت صخر بن عامر خالة
أبي بكر الصديق، وابنها مسطح بن أثاثة – فأقبلت أنا وأم مسطح قبل بيتي وقد فرغنا من شأننا، فعثرت أم مسطح في مرطها، فقالت: تعس مسطح. فقلت لها: بئس ما قلت، أتسبين رجلا شهد بدرا؟ قالت أي هنتاه أولم تسمعي ما قال؟ قالت: قلت: وما قال؟ فأخبرتني بقول أهل الإفك، فازددت مرضا على مرضي.

فلما رجعت إلى بيتي ودخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم تعني سلم ثم قال: كيف تيكم؟ فقلت: أتأذن لي أن آتي أبوي قالت: وأنا حينئذ أريد أن أستيقن الخبر من قبلهما قالت: فأذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجئت أبوي، فقلت لأمي: يا أمتاه ما يتحدث الناس؟ قالت: يا بنية هوني عليك، فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا أكثرن عليها.
قالت: فقلت: سبحان الله، أو لقد تحدث الناس بهذا؟ قالت: فبكيت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع، ولا أكتحل بنوم حتى أصبحت أبكي. فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد رضي الله عنهما حين استلبث الوحي يستأمرهما في فراق أهله.

قالت: فأما أسامة بن زيد فأشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذي يعلم من براءة أهله، وبالذي يعلم لهم في نفسه من الود فقال: يا رسول الله، أهلك، وما نعلم إلا خيرا.

وأما علي بن أبي طالب فقال: يا رسول الله، لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير، وإن تسأل الجارية تصدقك. قالت فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة، فقال أي بريرة هل رأيت من شيء يريبك ؟ قالت بريرة: لا والذي بعثك بالحق، إن رأيت عليها أمرا أغمصه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتأتي الداجن فتأكله فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستعذر يومئذ من عبد الله بن أبي بن سلول، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر: "يا معشر المسلمين، من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهل بيتي؟ فوالله ما علمت على أهلي إلا خيرا، ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا وما كان يدخل على أهلي إلا معي" فقام سعد بن معاذ الأنصاري فقال: يا رسول الله وأنا أعذرك منه، إن كان من الأوس ضربت عنقه، وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك.

قالت: فقام سعد بن عبادة – وهو سيد الخزرج، وكان قبل ذلك رجلا صالحا ولكن احتملته الحمية – فقال لسعد: كذبت لعمر الله، لا تقتله ولا تقدر على قتله. فقام أسيد بن حضير – وهو ابن عم سعد بن معاذ – فقال لسعد بن عبادة: كذبت لعمر الله لنقتلنه، فإنك منافق تجادل عن المنافقين. فتساور الحيان الأوس والخزرج حتى هموا أن يقتتلوا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر، فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخفضهم حتى سكتوا وسكت.

قالت: فمكثت يومي ذلك لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم. قالت فأصبح أبواي عندي وقد بكيت ليلتين ويوما لا أكتحل بنوم لا يرقأ لي دمع يظنان أن البكاء فالق كبدي. قالت: فبينما هما جالسان عندي وأنا أبكي فاستأذنت علي امرأة من الأنصار فأذنت لها، فجلست تبكي معي، قالت: فبينا نحن على ذلك دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم ثم جلس، قالت ولم يجلس عندي منذ قيل ما قيل قبلها، وقد لبث شهرا لا يوحى إليه في شأني قالت: فتشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جلس ثم قال: "أما بعد، يا عائشة فإنه بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرؤك الله، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب إلى الله تاب الله عليه".

قالت: فلما قضى رسول الله مقالته قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة، فقلت لأبي أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال. قال: والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت لأمي: أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت فقلت – وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ كثيرا من القرآن -: إني والله لقد علمت لقد سمعتم هذا الحديث حتى استقر في أنفسكم وصدقتم به، فلئن قلت لكم إني بريئة – والله يعلم أني بريئة – لا تصدقونني بذلك، ولئن اعترفت لكم بأمر – والله يعلم أني منه بريئة – لتصدقني. والله ما أجد لكم مثلا إلا قول أبي يوسف، قال {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ}... (يوسف : 18) قالت: ثم تحولت فاضجعت على فراشي قالت وأنا حينئذ أعلم أني بريئة وأن الله مبرئي ببراءتي، ولكن والله ما كنت أظن أن الله منزل في شأني وحيا يتلى ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله في بأمر يتلى ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم رؤيا يبرؤني الله بها.

قالت: فوالله ما رام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا خرج أحد من أهل البيت حتى أنزل عليه، فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء (من أثر الوحي)، حتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق وهو في يوم شات من ثقل القول الذي ينزل عليه. قالت: فلما سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سري عنه وهو يضحك، فكانت أول كلمة تكلم بها: "يا عائشة، أما الله عز وجل فقد برأك".

فقالت أمي: قومي إليه قالت فقلت: والله لا أقوم إليه، ولا أحمد إلا الله عز وجل. وأنزل الله: {إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم...}... (سورة النور) العشر الآيات كلها. فلما أنزل الله في براءتي قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه وكان ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته منه وفقره: والله لا أنفق على مسطح شيئا أبدا بعد الذي قال لعائشة ما قال فأنزل الله {وَلا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} قال أبو بكر : بلى والله، إني أحب أن يغفر الله لي.

فرجع إلى النفقة التي كان ينفق عليه وقال: والله لا أنزعها منه أبدا. قالت عائشة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل زينب ابنة جحش عن أمري فقال: يا زينب، ماذا علمت أو رأيت؟ فقالت: يا رسول الله، أحمي سمعي وبصري، ما علمت إلا خيرا. قالت – وهي التي كانت تساميني من أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم فعصمها الله بالورع، وطفقت أختها حمنة تحارب لها، فهلكت فيمن هلك من أصحاب الإفك".

والقصة لا تحتاج إلى تعليق لكننا نُذَكِّر هؤلاء الذين يروجون الشائعات أنهم على خطر عظيم ومتوعدون بالعذاب الأليم الذي رآه النبي صلى الله عليه وسلم يوم الإسراء والمعراج، فقد أتى في تلك الليلة على رجل مستلق لقفاه، وإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد، وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه فيشرشر شدقه إلى قفاه، ومنخره إلى قفاه، وعينه إلى قفاه، ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الأول، فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يصح ذلك الجانب كما كان، ثم يعود عليه فيفعل مثل ما فعل المرة الأولى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قلت: سبحان الله ما هذان؟ فأجابه الملك: وأما الرجل الذي أتيت عليه، يشرشر شدقه إلى قفاه، ومنخره إلى قفاه، وعينه إلى قفاه، فإنه الرجل يغدو من بيته، فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق.

أما الذين يستمعون إلى الشائعات ثم يرددونها ويحدثون بها فهم أولى الناس بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع".

والنجاة أن يمسك العبد لسانه، وأن يمتنع عن الخوض فيما لا يعنيه، جعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه، والحمد لله رب العالمين
رhttp://vb.mediu.edu.my/showthread.php?t=33783

تربية الآباء قبل تربية الأبناء

إن إظهار المودة والرحمة بين الأبوين من أسباب شيوع السعادة والاستقرار والاتزان النفسي في نفوس الأبناء، مما يجعلهم ينشئون حريصين على التواصل بينهم، أسوياء في تعاملهم مع غيرهم.
تقول إحدى الداعيات: كنا نستيقظ منذ الصباح الباكر ونحن في مرحلة الطفولة المبكرة على صوت الحوار وضحكات أمي وأبي.. وهما في بداية النهار.. ثم نبدأ بالانسحاب من فراشنا واحدًا تلو الآخر.. لنجلس في أحضانهما ونستمع إلى حوارهما الجميل الدافئ.. وعندما يبدأ اليوم كانت أمي تبقى جهاز المذياع مفتوحًا لتستمع إلى إذاعة القرآن الكريم لوقت طويل.. أو لبعض المحاضرات النافعة.. مع عدم مخالطة عائلتنا إلا للأسر الصالحة.. وأسلوب الحوار والتواصل والصداقة الذي كان بيننا وبين والدينا.. جعل بيتنا مدرسة مثمرة أنتجت أبناءً متميزين محافظين متواصلين برغم مشاغل الحياة الكبيرة والكثيرة.
من أسس العلاقة السليمة مع الأبناء:
* الدعاء الدائم للأولاد بالصلاح والتقوى والرزق والتوفيق والدعاء لهم كذلك بالبركة كما كان يفعل النبي صَلى الله علي وسلم، فعن أبي موسى الأشعري رَضي الله عنه قال: "ولد لي غلام فأتيت به النبي صَلى الله عليه وسلم، فسماه إبراهيم، وحنكه بتمرة، ودعا له بالبركة، ودفعه إليَّ".

* الرضاعة الطبيعية مهمة في تقوية العلاقة بين الأم ووليدها مما يربي الكثير من المشاعر الإيجابية تجاه الحياة عامة ويؤدي إلى استقرار نفسية الطفل.
* الرحمة بالأطفال والرفق بهم.. مما يؤدي إلى النشأة السوية وحسن أخلاق الأطفال وهم يحبون من يرحمهم ويرفق بهم، وكان النبي صَلى الله عليه وسلم القدوة في ذلك، قبَّل رسول الله صَلى الله عليه وسلم الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس؛ فقال الأقرع: "إن لي عشرة من الولد ما قَبَّلتُ منهم أحدًا". فنظر رسول الله صَلى الله عليه وسلم إليه ثم قال: "من لا يرحم لا يُرحم".
* التربية بالترويح؛ بحيث يكون اللعب جزءًا بالغ الأهمية في التربية يكتسب الأطفال من خلاله المهارات الحركية واللازمة لقضاء وقت الفراغ بشكل بناء، ودخول الوالدين في بعض لعب أولادهم ليقوي الرابطة بين الآباء والأبناء بشكل كبير.

* التربية بالقدوة مهمة في إصلاح الأطفال وترسيخ المفاهيم والقيم لديهم؛ فعلى المربين أن يكونوا قدوة صالحة للأبناء فرؤية الابن والديه حال أداء العبادات له بالغ الأثر عليهم.. ومسارعة الوالدين إلى تطبيق ما يقولانه للأبناء له بالغ الأثر في صلاحهم.
وكذلك التربية بالتعليم عن طريق تعليم ما ينفع الأطفال في دينهم ودنياهم من علوم شرعية ودنيوية تعود عليهم بالنفع والفائدة.
* ويفيد في تقوية العلاقة السليمة مع الأبناء بناء شراكة معهم في أسلوب الحياة ومصاحبتهم ومجالستهم والحوار معهم وكشف أوجه القصور والكمال في شخصيتهم.. واصطحاب الأطفال إلى مجالس الخير والتوجيه والصلاح؛ فقد كان النبي صَلى الله عليه وسلم يعاشر الأطفال ويخالطهم ويتودد إليهم، ويردف معه صغار الصحابة في تنقلاته وأسفاره ويقتنص كل فرصة لتوجيههم. وكان صَلى الله عليه وسلم يعود الأطفال إذا مرضوا للتخفيف عنهم وغرس القيم النبيلة فيهم.
* اكتشاف ميولهم ومواهبهم لما في ذلك من عصمتهم من الوقوع في سفاسف الأمور ومرذول الأخلاق.
* احترام الأطفال وتقديرهم، وفي هذا تنمية لهم وإشعارهم بأهميتهم وإعطاؤهم الثقة المفيدة في التربية كما كان يفعل النبي صَلى الله عليه وسلم؛ فقد أتى النبي الكريم صَلى الله عليه وسلم بشراب فشرب منه وعن يمينه غلام وعن يساره أشياخ، فقال للغلام: "أتأذن لي أن أعطي هؤلاء". فقال الغلام: لا ، والله لا أؤثر بنصيبي منك أحدًا. فتلَّه (أي وضعه) رسول الله صَلى الله عليه وسلم في يده ، وكان صَلى الله عليه وسلم يسلِّمُ على الصبيان الصغار إذا مر بهم.
إن استشارة الأطفال في الأمور الحياتية للأسرة وأخذ آرائهم ينمي فيهم قوة الشخصية والقدرة على تحمُّل المسؤولية، وتعويدهم على ذلك.
أما احتقار الأبناء وعدم نصحهم يجعلهم يشعرون بعقدة النقص؛ فيبحثون عمَّا يثبتون به ذواتهم من أمور منحرفة وأصدقاء ضالين، وتصرفاتهم جوفاء ليس من ورائها شيء سوى محاولة لفت الأنظار إليهم.
فهل نعي هذه الأسس التي لو قمنا بها لسعدنا بأبنائنا في الدنيا و الآخرة ؟

حتى لا ينهار الحصن!

شرع الله الزواج لبقاء البشرية، وإعمار الأرض، وبقاء النسل، ولكنه فى أحد أهدافه إسعاد للبشر، فالرجل والمرأة لا يسعدان ولا يأنسان إلا بوجود شريك وحبيب فى ظل أسرة مترابطة، وقد سمى الله تعالى المتزوجين فى القرآن بالمحصنين والمحصنات.

إذن فالزواج والأسرة حصن وملاذ يلجأ إليه الزوجان هروبًا من إلحاح الغريزة والحرام إلى السكن والمودة والرحمة، ورغم أن الله تعالى وضع ضوابط تحمى هذا الحصن، وتدافع عن بقاء الأسرة، إلا أن البعض يقع فى الخيانة، ويهدم حصنه بيديه مندفعًا وراء وهم زائف، وبديل لو فتش عنه جيدًا فى بيته لوجده.

فما هى الدوافع النفسية والظروف المجتمعية التى توقع أياً من الزوجين فى الخيانة ؟

تعرّف على الإجابة فى التحقيق التالى:
الطبيب والممرضة
أ.س: تزوجت زوجى بعد قصة حب دامت بيننا أربع سنوات، وهو طبيب تحاليل، وأنا خريجة آداب، وبعد عام واحد من زواجنا أخبرنى زوجى أنه يجب الممرضة التى تعمل معه، ويريد الزواج بها، وطلبت منه الطلاق، ولكن أهلى أقنعونى بضرورة الحفاظ على بيتى من أجل طفلى، ولكنى علمت بعد ذلك أن له سوابق، فأثناء خطبته لى كان قد خطب فتاة أخرى، وكان على وشك الزواج بها لولا حدوث بعض الخلافات بينه وبين تلك الخطيبة، فأتم زواجنا أنا وهو.

دعوة لحضور خطبة زوجها
د. ب: تزوجت زوجى عن حب، وبعد فترة اشترينا جهاز كمبيوتر، وبدأنا نتحدث سويًا على الشات مع مجموعة من الشباب والبنات، وعرفنى زوجى بهم على أننى صديقته من باب التسلية، وبعد فترة بدأت أحوال زوجى تتغير، ولم يعد ذلك المحب، وبعدها اتصلت بى إحدى بنات هذه المجموعة تدعونى لحفل خطوبتها، وكان داخلى إحساس أن خطيبها هو زوجى، وذهبت للحفل فإذا به زوجى فعلاً، وسلمت على العروس ولم أنطق بكلمة، ثم ذهبت بعدها للبيت، فعاد زوجى راجيًا السماح، وفتح صفحة جديدة، وطلب ألا أفضحه، ولكنى فقدت الثقة فيه للأبد.

أشك فى خيانته
أ. ع: أشك أنه يخوننى، زوجى رجل طيب مصلٍ وصائم، ولكن ذات مرة وجدت معه بعد عودته من السفر أشياء خاصة لا تكون إلا بين الرجل وزوجته، وارتبك حين سألته عن سر وجودها معه، فأخبرنى مرة أنها هدايا أهديت إليه، ومرة أخرى أنه كان ينوى أن يهديها لأحد أصحابه، ولكنى إلى الآن وبعد مرور سنوات أعيش بمرارة الزوجة المخدوعة، وأحس أنه سيأتى اليوم الذى أكتشف فيه خداعة وخيانته.

سفر الزوج
س.و: سافر صديق أبى للعمل بالخارج، وقبل سفره أوصى أبى علي أسرته (زوجته وأولاده)، وفى أحد الليالى صحوت من نومى فوجدت أبى يتحدث بالهاتف مع امرأة، واكتشفت بعد ذلك أنه يحدث زوجة صديقه التى استأمنه عليها، وأن هذه المرأة بتكرار تعاملاتها مع أبى فى غياب زوجها، وجدت فى أبى ما ينقصها، ولا أدرى ماذا أفعل تجاه أبى وهذه الزوجة لأنقذ أسرتين من التشرد؟

لماذا تخوننى؟
م.م: زوجتى امرأة فاضلة متدينة، ولا تحتاج لشيء فكل طلباتها مجابة، وبعد أن اشترينا الكمبيوتر خشيت على أولادنا من المواقع السيئة، فاستخدمت البرنامج الذى يمكِّن المستخدم من معرفة من استخدم الكمبيوتر، وماذا فعل به، وكانت المفاجأة حين اكتشفت أن زوجتى تدخل على الشات، وتكلم رجلاً وتخبره أنها تحبه، ولا تحب زوجها - أنا - الذى لا يحس بها وبمشاعرها، وكانت صدمة كبيرة لى، فأنا لم أبخل عليها أبدًا بمشاعرى، ولا أدرى لماذا تخوننى؟

الحمو الموت
هـ. ع: كنت من الشباب الذين يصلون، ويرتادون المساجد، وكان أخى الأكبر يفتح لى بيته، ولكن بعد فترة وقعت فى الحرام مع زوجته، وتكرر الأمر بيننا، وما زلت أجلس فى جلسات المساجد، وأشعر أننى منافق، ويعلم الله ما أسره وما أفعله، ولا أدرى كيف أتخلص من الذنب الذى لحق بى.

وردًا على هذه الحالات المزعجة التي تنذر بانهيار الأسرة والمجتمع...

يقول د. رشاد عبد اللطيف - عميد كلية الخدمة الاجتماعية بجامعة حلوان: إن الخيانة الزوجية ظاهرة سلبية موجودة فى مختلف المجتمعات الإنسانية، ولكنها تختلف من مجتمع لآخر.

ولقد مرت المجتمعات العربية بتغيرات اجتماعية سلبية نتيجة التحضر والغزو الثقافى الغربى، وكان من نتاجها الخيانة الزوجية، والتى قد ترجع إلى غياب الزوج، والانتقال من مجتمع إلى آخر، والهجرة من الريف إلى الحضر، وعدم التكافؤ الزوجى، وغياب التنشئة الاجتماعية التى تغرس الوازع الدينى فى الأبناء، فمن لا يستحى من الله يفعل ما يشاء.

ويضيف أن الوضع الاقتصادى وزيادة مستوى الفقر، يؤثر على العلاقة الزوجية، فغياب الرجل كثيرًا سعيًا وراء عمله، وعودته منهكًا لا يستطيع القيام بواجباته الزوجية، أو الحديث مع زوجته، أو الاهتمام بما تقول يعد سببًا رئيسيًا فى الخيانة الزوجية.

المتغيرات الاجتماعية
كما أن المتغيرات الاجتماعية الواضحة للعيان الآن من اختلاط واسع لا حدود له، وملابس فاضحة للنساء والبنات، وإتاحة ما يحدث فى غرف النوم بالوسائل الإلكترونية لكل راغب زاد من سعار الشهوة، ومن الفتور بين الزوج وزوجته، كل ذلك في ظل غياب الوازع الدينى، مما زاد المشكلة سوءًا.

وفى مجتمعاتنا الشرقية بعض الأفكار الخاطئة التى قد تسهم فى تسهيل وتبرير خيانة الرجل لزوجته، وهو أنه إذا أخطأ الرجل يلام، ولكنه لا يتهم بجلب العار، أما المرأة فهى الملومة والمسئولة عن كرامة وشرف الأسرة، ولذا لا يشعر بعض الخائنين بالذنب.

لذا نرى من الضرورى عودة احترام الرجل لزوجته، وعودة الحوار واللقاء الأسرى الدافئ الذى يدعم علاقة كل أفراد الأسرة ببعضهم، وبالتالى يشعر الجميع بالسعادة والحب والأمان فى ظلها، ويجاهد من أجل الحفاظ على بقائها.

ويشير إلى أن المناطق الشعبية التى تتسم بالانفتاح، وحوار الشبابيك والبلكونات تعد من الأمور التى قد تسهم فى حدوث الخيانة الزوجية بشكل أكبر.

الكلمة الطيبة صمام أمان للزوجة
أما د. صفاء إسماعيل - مدرسة الإرشاد النفسى بجامعة القاهرة: فتحدثنا عن الدوافع النفسية للخيانة الزوجية، فتقول: إن أهم سبب للخيانة الزوجية هو الفراغ العاطفى، وعدم إشباع حاجات الطرف الآخر النفسية والجسدية، فبالنسبة للمرأة، فإن ما يدفع الرجل إلى خيانتها هو عدم اهتمامها بنفسها وجمالها ورقتها معه فى ظل وجود التبرج في الشوارع، وفى الإعلام الذى يضع الزوجة فى مقاربة خاسرة مع أولئك الجميلات، خاصة إذا لم يحسب الزوج أى حساب للاعتبارات الواقعية والحياتية، ككون هذه المرأة شريكته وأم أولاده، وأن هذا الجمال الذى يراه زائف مصطنع، وعدم تدليل المرأة لزوجها وإغداقه بالحب، وتفاقم المشكلات مثل غيرتها المفرطة، وشكها فيه، ومحاصرته بالأسئلة يسبب هروبه الدائم، وسأمه من البيت والزوجة، وبحثه عن بديل آخر خارج البيت، فيكون من السهل جذبه لمستنقع الخيانة والرذيلة أو الزواج الثانى.

وبالنسبة للمرأة فإنها فى حاجة دائمة للكلمة الطيبة تسمعها من حبيبها وزوجها الذى قد يبخل عليها بها، بل قد يعنفها أو يهملها فى حين يوجد طرف آخر فى محيط هذه المرأة، وقد يكون هذا الآخر طبيب الأسرة، أو زميل العمل، أو محامى، أو صديق الزوج، أو أخيه هذا الشخص يتكرر وجوده فى حياة المرأة التى تشعر بفراغ عاطفى لا يملئه إلا وجود بديل، تتحدث معه عن آمالها وآلامها، وطموحاتها، فيسمعها ويتعاطف معها، وتبدأ الزوجة فى الانشغال به، أو تمنيه، وإذا لم يكن لديه دين فإنه يستغل هذه الحالة، ويُسمعها معسول الكلام الذى يلمس حاجتها إليه، فتقع فى الخطيئة بعد ذلك.

فعلى الزوج والزوجة أن يتفهما احتياجات كل منهما للآخر، ولتكن المصارحة سبيلهما لإشباع هذه الاحتياجات.

ولقد أثبتت الأبحاث أن الرجل بصرى والمرأة سمعية، وأن الرجل له اهتمامات أولها عمله أو دراسته وبعدها زوجته، ولكن المرأة يأتى زوجها فى أولى اهتماماتها، فإذا ما تفهم الرجل ذلك لم يسأم من ارتباط زوجته به، بل قد يسعد بذلك.

وإذا أوجد الزوجان اهتمامات مشتركة تجمعهما أو هوايات محببة إليهما، فإن ذلك يدعم علاقتهما، ويحصنهما من الغواية.

ولكن كيف تحصن الأسرة نفسها من الوقوع فى الخيانة؟

- إن أبرز أسباب الوقاية فى الشريعة الإسلامية تنظيم اللقاءات العامة واللقاءات الخاصة، فمن ناحية اللقاءات الخاصة المنفردة منع الإسلام أن يخلو رجل بامرأة أجنبية عنه، أي ليست زوجًا له، ولا من محارمه، ويسمى الفقه هذه الحالة الخلوة الشرعية الممنوعة على جميع الناس درءًا للمعصية، حتى من كان يظن فى نفسه شدة الانضباط، وذلك لنهى صريح من رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يخلون رجل بامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما) فإذا أتيحت الخلوة، فإن لغة الغرائز والشهوات يتاح لها مناخ يفرض نفسه على الطرفين.

منع اختلاط العائلات فى السكن الواحد
وكذلك لا يجيز الإسلام اختلاط العائلات فى السكن الواحد، حتى لا تتاح الفرصة لأحد الأفراد أن يخلو بامرأة أخيه، كما أن وجود السلايف فى سكن واحد قد يسقط الكلفة فيما بينهن فى ضوابط الزيارة، مما يعرض الأطراف للحرج، وقريب من هذا الكلام لا يعرف الشرع الإسلامى فكرة الزمالة الحميمية بين رجل وامرأة أجنبية، وهذا الذى ذكرناه يفرض تصحيح لغة التخاطب وتسمية الأوضاع بأسمائها الصحيحة فلا تقال كلمة أختى إلا للأخت الشرعية الشقيقة، فإن التزام الضوابط الشرعية تقى من الخيانة، وما يقود إليها كالنظرة والابتسامة.

غض البصر
وقد كثر فى القرآن الكريم الدعوة إلى غض البصر، وإذا كان للمسلم أن يلقى السلام على المسلمين والمسلمات وكذلك المسلمة، فإنه لا يجوز لغير ذوى المحارم أن يصافح بعضهم بعضًا، فإلقاء السلام غير المصافحة، لذلك يبيح الإسلام لقاء الناس رجال ونساء، ولا يبيح اختلاطهم، أو تقارب الأجسام، ولا إطالة الحديث، وتعلق الأنظار الذى يتولد عنه حب أو رغبة، ولم يكن أمير الشعراء شوقى فقيهًا، بل قارئًا للواقع حين قال: نظرة، فابتسامة، فسلام، فكلام، فموعد، فلقاء.

مثل هذا الشعر الذى يعبر عن واقع الغرائز وأثرها على الناس يجعل العاقلين والعاقلات أكثر ابتعادًا عن هذا الاختلاط، وأنا لا أعتبر من يقع فى ذلك خائنًا للزوجة أو للزوج، وإنما هو خائن للشرع ولله ورسوله، فلينظر من يفعل ذلك مدى جرمه وبشاعته

http://vb.mediu.edu.my/showthread.php?t=33785

إغاثة الملهوف

إن تقديم العون والنصرة لمن يحتاج إليها سلوك إسلامي أصيل، وخلق رفيع تقتضيه الأخوة الصادقة، وتدفع إليه المروءة ومكارم الأخلاق.
وقد كانت حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم خير مثال يحتذى في كل شيء، ولا سيما إغاثة الملهوف، وتقديم العون لكل من يحتاج إليه، حتى لقد عرف بذلك قبل بعثته صلى الله عليه وسلم، فعند نزول الوحي عليه أول مرة رجع إلى خديجة فأخبرها الخبر ثم قال: "لقد خشيت على نفسي". عندئذ أجابته أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها: كلا والله! ما يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكلَّ، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق.

هكذا استدلت أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها على حفظ الله له، وعدم تضييعه إياه بصنائع المعروف التي كان يصنعها، وبإغاثة الملهوف؛ فالجزاء من جنس العمل.

وفي الإسلام رأينا كيف أن الإغاثة أصبحت واجبًا ينهض به القادرون، وعملاً من أعمال الخير يتنافس فيه المتنافسون، وأصبح من الحقائق المسلمة عند المسلمين أن: "من كان في حاجة الناس كان الله في حاجته"، كما أخبرهم نبيهم صلى الله عليه وسلم.

بل رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر المسلمين بإغاثة الملهوفين، فحين نهاهم عن الجلوس في الطرقات، إلا إذا أعطوا الطريق حقها، بيَّن لهم أن من حق الطريق: إغاثة الملهوف: "وتعينوا الملهوف، وتهدوا الضال".

وعند أحمد من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال: مرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوم جلوس في الطريق. قال: "إن كنتم لابد فاعلين فاهدوا السبيل، وردوا السلام، وأغيثوا المظلوم".

وإغاثة الملهوف صدقة من العبد له أجرها وبرها.. فعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "على كل مسلم صدقة. قالوا: يا نبي الله! فمن لم يجد؟ قال: يعمل بيده ويتصدق. قالوا: فإن لم يجد؟ قال: يعين ذا الحاجة الملهوف..."الحديث.

إن الذي يطلب العون قد يكون مظلومًا أو عاجزًا أو مكروبًا، وفي كل الأحوال فإن إعانته وقضاء حاجته فيها تفريج لكربته، وفي مقابل ذلك تكفل الله لمن فرج كربة الملهوف أن يفرج عنه كربة من كربات يوم القيامة: "... ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة...".

إن للاعتكاف فضلاً عظيمًا وأجرًا كبيرًا، كيف لا وقد فرَّغ المسلم نفسه لربه، وقطع علائقه بالدنيا، لكنَّ الذي يقضي حوائج الناس أعظم من المعتكف أجرًا: "من مشى في حاجة أخيه كان خيرًا له من اعتكف عشر سنين".

ولأجل هذا المعنى لما أمر الحسن رضي الله عنه ثابتًا البناني بالمشي في حاجة قال ثابت: إني معتكف. فقال له: يا أعمش! أما تعلم أن مشيك في قضاء حاجة أخيك المسلم خير لك...".

إن إغاثة الملهوف وإجابة المحتاج والسعي في قضاء حوائج الناس لهو دليل على قوة الإيمان وصدق الإخاء. قال عليٌّ:
إن أخاك الحق من كان معك.. .... ومن يضر نفسه لينفعك
ومَنْ إذا ريب زمانٍ صدَّعك.. .... شتَّت فيك شمله ليجمعك

إن أصحاب النجدة والمروءة لا تسمح لهم نفوسهم بالتأخر أو التردد عند رؤية ذوي الحاجات؛ فيتطوعون بإنجاز وقضاء حوائجهم طلبًا للأجر والثواب من الله تعالى. وانظر إلى الشهم الكريم نبي الله موسى عليه السلام، حين فرَّ هاربًا من بطش فرعون، وقد أصابه الإعياء والتعب، فلما ورد ماء مدين ووجد الناس يسقون، وجد امرأتين قد تنحيتا جانبًا تنتظران أن يفرغ الرجال حتى تسقيا، فلما عرف حاجتهما لم ينتظر منهما طلبًا، بل تقدم بنفسه وسقى لهما: {وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنْ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمْ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ * فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ}... [القصص: 23 - 24].

وهكذا أصحاب النجدة والمروءة يندفعون دفعا نحو المكرمات ومنها إغاثة الملهوفين وذوي الحاجات.

وأخيرًا فإن إغاثة الملهوف وإعانة المحتاج هي من قبيل شكر الله تعالى على نعمه، وبالشكر تدون النعم، فمن كثرت نعم الله عليه كثرت حوائج الناس إليه، فإن قام بما يجب لله فيها عرضها للدوام والبقاء، وإن لم يقم فيها بما يجب الله عرضها للزوال، نعوذ بالله من زوال نعمه، وتحول عافيته، وصلى الله على سيدنا محمد وآلة وجميع صحبه وسلِّم تسليمًا كثيرًا.
 
http://vb.mediu.edu.my/showthread.php?t=33786